ناقشت كلية التمريض بجامعة بغداد رسالة الماجستير الموسومة “العلاقة بين جودة البيئة الداخلية ورضا المرضى عن جودة الرعاية التمريضية في وحدات العناية القلبية”، والتي قدمها الباحث ياسر أحمد حسوني، بإشراف الأستاذ الدكتورة رجاء إبراهيم عبد في قاعة الدراسات العليا بالكلية.
هدفت الرسالة إلى تقييم العلاقة بين جودة البيئة الداخلية ورضا المرضى عن جودة الرعاية التمريضية في وحدات العناية القلبية. وقد أظهرت الدراسة نتائج مهمة، حيث كشفت أن المعدل الإجمالي لرضا المرضى عن جودة الرعاية التمريضية كان جيدًا، وكذلك مستوى جودة البيئة الداخلية. الأهم من ذلك، وجدت الدراسة علاقة ذات دلالة إحصائية عالية بين جودة البيئة الداخلية ورضا المرضى، مما يؤكد أن المرضى يكونون أكثر رضا عندما تكون البيئة التي يتلقون فيها الرعاية مريحة وجيدة.
من أبرز التوصيات التي توصلت إليها الدراسة، ضرورة تركيز المستشفيات على تحسين البيئة الداخلية في وحدات العناية الحرجة. ويشمل ذلك جوانب حيوية مثل تحسين الإضاءة، والتهوية، ودرجة الحرارة، وتقليل الضوضاء، والنظافة العامة. تساهم هذه العوامل بشكل مباشر في رفع مستوى رضا المرضى عن جودة الرعاية التمريضية المقدمة. وقد حصل الباحث على تقدير جيد جدًا على جهوده البحثية.
تُشكل هذه الدراسة إضافة قيمة لجهود التنمية المستدامة في قطاع الرعاية الصحية. من خلال التأكيد على العلاقة الجوهرية بين جودة البيئة الداخلية ورضا المرضى، تسلط الرسالة الضوء على أهمية الاستثمار في تحسين بيئات الرعاية كجزء لا يتجزأ من تقديم رعاية صحية ذات جودة عالية. إن توفير بيئات علاجية مريحة وداعمة لا يرفع فقط من معنويات المرضى ويُسرّع عملية شفائهم، بل يعزز أيضًا كفاءة الأنظمة الصحية على المدى الطويل. هذا النهج يتماشى تمامًا مع أهداف التنمية المستدامة، لا سيما الهدف الثالث (الصحة الجيدة والرفاه)، من خلال ضمان وصول الجميع إلى رعاية صحية جيدة وبيئات علاجية مستدامة تعود بالنفع على المجتمع ككل.


