ناقشت كلية التمريض في جامعة بغداد رسالة الماجستير الموسومة “العنف في مكان العمل بين الممرضين: الأدوار الوسيطة لمناخ منع العنف ومناخ السلامة النفسية والاجتماعية وإدراك العدوان”، والتي تقدم بها الطالب سرمد جواد كاظم نعمه، بإشراف الاستاذ الدكتوررعد كريم فرج في القاعة الكبرى بالكلية.
هدفت الرسالة إلى تحديد العلاقة بين عمر الممرضين، وعدد سنوات الخبرة، وعدد سنوات الخبرة في الوحدة الحالية من جهة، ومناخ الوقاية من العنف، ومناخ السلامة النفسية والاجتماعية، وإدراك العدوان من جهة أخرى، لفهم كيفية تأثير هذه العوامل على العنف في مكان العمل.
أظهرت نتائج الدراسة وجود ارتباطات عكسية ذات دلالة إحصائية بين عمر المشاركين وأنواع معينة من العنف مثل التحرش الجنسي، الترهيب، التهديد، وسلوك التخريب، بالإضافة إلى تصرفات الموظفين والمرضى. كما وُجدت علاقة عكسية مع مناخ منع العنف، والعدوان كظاهرة وظيفية/مفهومة. على النقيض، وجدت الدراسة ارتباطات إيجابية ذات دلالة إحصائية بين عمر المشاركين والإساءة اللفظية، ومناخ السلامة النفسية والاجتماعية، والعدوان كظاهرة غير وظيفية/غير مرغوب فيها، وإدراك العدوان. من النتائج الهامة، تبين أن كل وحدة زيادة في مناخ الوقاية من العنف يؤدي إلى انخفاض العنف في مكان العمل بمقدار ٠.١٥٨ وحدة، بينما تزيد كل وحدة زيادة في عدد المناوبات شهريًا العنف في مكان العمل بمقدار ٠.١٩٨ وحدة. كما أن عدد السنوات في الوحدة الحالية له تأثير سلبي ذو دلالة إحصائية على العنف.
من أهم التوصيات التي توصلت إليها الدراسة هي الحاجة لوضع سياسات واضحة في مكان العمل لمكافحة العنف
تساهم هذه الدراسة بشكل مباشر في تحقيق الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة: الصحة الجيدة والرفاه والهدف الثامن: العمل اللائق ونمو الاقتصاد. فمن خلال معالجة مشكلة العنف في مكان العمل، تسعى الدراسة إلى حماية الصحة الجسدية والنفسية للممرضين، مما يعزز رفاهيتهم ويقلل من الإجهاد المهني. كما أن توفير بيئة عمل آمنة ومحترمة للعاملين في مجال الرعاية الصحية يمثل جزءًا أساسيًا من توفير العمل اللائق، والذي بدوره يدعم كفاءة النظام الصحي ونموه. إن الحد من العنف في المستشفيات والمؤسسات الصحية لا يحسن فقط ظروف عمل الممرضين، بل ينعكس إيجاباً على جودة الرعاية المقدمة للمرضى، ويسهم في بناء أنظمة صحية أكثر استدامة وفعالية.
