السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
إنه لمن دواعي سروري وفخري أن أقف بينكم اليوم، في رحاب صرحنا الأكاديمي الشامخ، كلية التمريض بجامعة بغداد، هذا الصرح الذي تأسس عام 1962م، ليصبح منذ ذلك الحين منارة للعلم والمعرفة، ومصنعًا للكوادر التمريضية التي تخدم وطننا ومجتمعنا بكل تفانٍ وإخلاص.
نحن هنا لا نمثل مؤسسة تعليمية فحسب، بل نحمل على عاتقنا إرثًا عظيمًا ومسؤولية كبيرة تنبثق من رؤيتنا الطموحة في تحقيق “الريادة والتميز في مجال التعليم التمريضي والبحث العلمي على المستويين المحلي والدولي”. هذه الرؤية ليست مجرد كلمات، بل هي البوصلة التي توجه كل جهودنا، وتدفعنا نحو التطور المستمر والارتقاء بمستوى مهنة التمريض.
ولتحقيق هذه الرؤية، فإننا نلتزم برسالتنا السامية المتمثلة في “إعداد كوادر تمريضية مؤهلة علميًا ومهاريًا وأخلاقيًا، قادرة على تقديم رعاية تمريضية شاملة وآمنة، والمنافسة في سوق العمل، وتلبية احتياجات المجتمع من خلال برامج تعليمية متطورة، وبحوث علمية مبتكرة، وشراكة مجتمعية فاعلة، في ظل بيئة محفزة للتعلم والإبداع والالتزام بمعايير الجودة الشاملة”.
وتحقيقًا لهذه الرسالة، تتضافر الجهود عبر فروعنا العلمية المتخصصة، والتي تشمل فرع أساسيات التمريض، وتمريض البالغين، وتمريض صحة الأم والوليد، وتمريض الأطفال، وتمريض صحة المجتمع، والتمريض النفسي والصحة النفسية. كل فرع من هذه الفروع يمثل ركيزة أساسية في بناء المعرفة التمريضية المتكاملة التي نفخر بتقديمها.
إن هذه الرسالة تضع أمامنا أهدافًا واضحة ومحددة نعمل على تحقيقها يومًا بعد يوم، وهي:
- تطوير برامجنا التعليمية: نسعى باستمرار لتحديث المناهج الدراسية لمواكبة أحدث المستجدات العلمية والتكنولوجية في مجال الرعاية الصحية والتمريض.
- تعزيز البحث العلمي: نشجع طلبتنا وأساتذتنا على إجراء البحوث العلمية التطبيقية التي تساهم في حل المشكلات الصحية ورفع مستوى الخدمات التمريضية في العراق.
- خدمة المجتمع: نؤمن بأن دورنا لا يقتصر على أسوار الكلية، بل يمتد لخدمة المجتمع من خلال تعزيز الشراكة مع المؤسسات الصحية وتقديم الاستشارات والبرامج التوعوية.
- توفير بيئة تعليمية محفزة: نعمل على تهيئة بيئة أكاديمية تدعم الإبداع والتميز، وتصقل مهارات طلابنا وتنمي شخصياتهم المهنية.
- تحقيق الاعتماد الأكاديمي: إن التزامنا بأعلى معايير الجودة هو طريقنا للحصول على الاعتماد الوطني والدولي، مما يعزز من مكانة خريجينا وكليتنا.
أبنائي الطلبة،
أنتم جوهر عملنا وقلب كليتنا النابض. عند تخرجكم، ستحملون شهادة البكالوريوس في علوم التمريض، وستنالون لقب “ممرض جامعي”، وهو ليس مجرد مسمى وظيفي، بل هو أمانة ومسؤولية. ستكونون قادة فرق الرعاية الصحية في المستشفيات والمراكز الصحية، وستقدمون الرعاية المباشرة للمرضى، وتساهمون في التثقيف الصحي لمجتمعكم. إن مهنة التمريض هي مهنة الإنسانية والرحمة قبل أن تكون علمًا ومهارة. أدعوكم إلى أن تكونوا خير سفراء لهذه المهنة النبيلة، وأن تسلحوا أنفسكم بالعلم والأخلاق لتكونوا قادة المستقبل في مجال الرعاية الصحية.
ختامًا، أتوجه بالشكر الجزيل لكل فرد منكم، أساتذة وموظفين وطلبة، على جهودكم المخلصة. يدًا بيد، سنواصل مسيرة العطاء والتميز، وسنعمل معًا لتحقيق رؤية ورسالة وأهداف كليتنا، لنبقى دائمًا في الطليعة.
وفقنا الله جميعًا لخدمة علمنا ووطننا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عميد كلية التمريض – جامعة بغداد
